الآثار السلبية لخروج المرأة إلى العمل
بعد تبيين القصر الواضح في الآثار الإيجابية - التي يزعمها المستغربون -
لخروج المرأة من المنزل ، فإن هناك آثاراً سلبية عظيمة لخروج المرأة من
منزلها إلى العمل خارج منزلها ، ويمكن أن نقسم تلك الآثار كما يلي :
أ- الآثار السلبية على الطفل : وأبرز تلك الآثار فقدان الطفل للرعاية
والحنان ، وعدم وجود من يشكي له الطفل همومه ، ومن يوجه الطفل إلى الطريق
الصحيح .
ويبين له الصواب من الخطأ ، كما أن فيه تعليماً للطفل على الاتكالية نظراً
لوجود الخادمات ، وإلى ضعف بنية الطفل –إذا كان رضيعاً- ، إضافة إلى
المشاكل التي تحدث عند رجوع المرأة متعبة من عملها كالضرب للأطفال ،
وتوبيخهم ، والصراخ عليهم ، مما يسبب الأثر النفسي على الطفل ، وخاصة إذا
كان صغير السن ، إضافة إلى الأضرار الأخلاقية والعادات السيئة التي يكتسبها
من وجود الخادمات وعدم وجود الرقيب الحازم عنده ، وبالتالي حرمان الأمة من
المواطن الصالح النافع للأمة تمام النفع .
ب- الآثار السلبية لعمل المرأة على نفسها : أن في عمل المرأة نهاراً في
وظيفتها ، وعملها ليلاً مع أولادها وزوجها إجهاد عظيم للمرأة لا تستطيع
تحمله ، وقد يؤدي إلى آثار سيئة وأمراض مزمنة مع مرور الزمن ، كما أنها
تفقد أنوثتها وطبائعها مع كثرة مخالطتها للرجال .
ج- الآثار السلبية لعمل المرأة على زوجها : فعملها له آثار نفسية سيئة على
زوجها ، خاصة إذا كان يجلس في البيت لوحده ، كما أنه يفتح باباً للظنون
السيئة بين الزوجين ، وأن كل واحد منهما قد يخون الآخر ، كما أن عملها قد
يسبب التقصير في جانب الزوج وتحقيق السكن إليه ، وإشباع رغباته ، الأمر
الذي يشكل خطراً على استمرار العلاقة الزوجية بينهما ، ولعل هذا يفسر
ارتفاع نسبة الطلاق بين الزوجين العاملين .
د- الآثار السلبية لعمل المرأة في المجتمع : ففيه زيادة لنسبة البطالة ؛
لأنها تزاحم الرجال في أعمالهم ، وتؤدي إلى عدم توظيف عدد من الرجال
الأكفاء ، فترتفع معدلات البطالة بين الرجال ، وكلنا يعلم ما للبطالة من
آثار سيئة ، كما أن في اختلاط المرأة في عملها بالرجال سبب لميوعة الأخلاق ،
وانتشار العلاقات المشبوهة في المجتمع .
إضافة إلى رغبة المرأة المتزوجة عن زوجها ، وتركها وكرهها له ؛ لأنها ترى
في ميدان عملها من يسلب لبها وعقلها ، مما يؤدي إلى تفكك المجتمع وانحطاطه ،
كما أن فيه الإقلال من كفاءة العمل نتيجة لما يصيبها من أعذار كالحيض
والنفاس والحمل والولادة ، إضافة إلى عزوف كثير من العاملات عن الزواج .
ذلك أن معظم شباب المجتمع يرفضون الزواج من نساء يعملن في عمل مختلط ، مما
يؤدي إلى انتشار مشكلة العنوسة في المجتمع ، كما أثبتت الإحصائيات أن أكثر
العاملات من النساء هم من قليلات الخبرة ، وذلك يؤدي إلى تراجع كفاءة
العمل وضعف الإنتاج ، كما أن في خروج المرأة يومياً من المنزل تعويد لها
على الخروج من المنزل لأتفه الأسباب ، وكلنا يعلم ما لذلك من الخطر العظيم
الذي لا يخفى على أحد .