يجب عليكي أختي الحبيبه أن تحسني معاملة زوجك حتى تدوم حسن المعاشرة بيينكم ويبقى بيت الزوجيه سعيدًا، ثابت البنيان، غير مهدد بالسقوط والانهيار، والفشل والضياع وما يترتب على ذلك من نتائج على كل من الزوجين والأولاد.
وتستقر الحياة الزوجية بينكم عندما تعرفو ما لكم وما عليكم من حقوق، ويؤدي كل طرف حقه تجاه الآخر ويحسن إليه المعاملة. وهناك حقوق وأداب وأخلاق حضَّت الشريعة الإسلامية الزوجة أن تراعيها في جانب زوجها لتستقر الحياة الزوجية بينهما، وترفرف عليها المودة والرحمة والسكينة، ولا يعتريها أي تصدع أو اضطراب أو انهيار.
ومن هذه الآداب والأخلاق: حسن معاشرة الزوجة لزوجها وتأدية حقوقه، وحسن معاملتها له، وطاعته فيما يرضي الله تعالى ورسوله.
يقول النبي العظيم صلى الله عليه وسلم "أعظمُ الناس حقًّا على المرأة زوجها" ويقول أيضًا عليه الصلاة والسلام "أيّما امرأة ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة".
فالزوجة العاقلة الرصينة هي التي تلتزم بحق زوجها، يقول الله تبارك وتعالى {الرجال قوامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم} (سورة النساء ءاية 34).
والمرأة الصالحة هي المرأة التقية التي تؤدي الواجبات وتجتنب المحرمات، فتراعي حق الله تبارك وتعالى وتراعي حق زوجها فلا تُضَيّعُ حقوقه، وهذا الصنف قليل بين النساء هذه الأيام، يقول صلى الله عليه وسلم "لا تؤدي المرأة حقَّ الله حتى تؤدي حقَّ الزوج".
وحق الزوج على زوجته عظيم عند الله تبارك وتعالى، لذلك قال الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم "لو كنتُ ءامرًا أحدًا أن يسجد لأحد (أي سجود تحية) لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها".
جملة حقوق الزوج على زوجته والتي مطلوب شرعًا على الزوجة أن تراعيها:
... أن لا تمنعه حقَّه من الاستمتاع بها إلا فيما حرّم الشرع كالجماع في أيام الحيض أو النفاس كما هو معلوم في الشريعة.
فلا يجوز للزوجة أن تصدَّ زوجها عن الاستمتاع بها وأن ترفض رغبته في مقاربتها، فإن لم تستجب لزوجها في الاستمتاع بها بغير عذر فهي فاسقة وتلعنها الملائكة، فقد قال النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم "إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبتْ فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح"، وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام "إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التَّنُور" (التنور هو الذي يخبز فيه).
إنَّ حق استمتاع الزوج بزوجته ضمن حدود الشرع هو من أهم حقوق الزوج على زوجته، لأنَّ اهتمام المرأة بحاجة زوجها إليها في فراشه سبب مهم جدًا لسعادة الزوجين وإنَّ إهمالها لهذا الحق يُسبب النكد والشقاق بين الزوجين، وكثيرًا ما يؤدي هذا إلى انهيار الحياة الزوجية وبالتالي إلى الطلاق والضياع، ومن الملاحظ أن كثيرًا من الزوجات، يُهملن حق الزوج في الاستمتاع بهن في وقت يكون فيه الزوج بحاجة ماسة إلى ذلك فتهجر هذه الزوجة فراش زوجها بغير عذر شرعي ويكون الزوج في حاجة إليها، وتوليه ظهرها ولا تلقي له بالاً وكأنه ليس زوجها، فتكون بذلك سببًا للنكد والتعاسة والحزن لدى الزوج وما يترتب على ذلك من ءاثار سلبية على الحياة الزوجية.
ومن المفيد هنا أن نذكر أنه فرض على الزوجة إذا طلب منها زوجها أن تتزين له للاستمتاع أن تطيعه في ذلك.
ومن حقوق الزوج على زوجته:
أن لا تدخل أحدًا بيت زوجها إلا بإذنه، وأن لا تصوم تطوعًا (أي غير الفرض) إلا بإذنه، لأن الصوم مانع عن الاستمتاع فإذا صامت تطوعًا بغير إذنه لم يكن باستطاعة زوجها أن يقاربها، لأنها عادة تبتعد منه، والمقاربة بالاستمتاع حقه، لهذا يقول النبي العظيم صلى الله عليه وسلم "لا يحلُّ لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد (أي حاضر) إلا بإذنه" أي في غير صيام الفرض.
ومن حقوق الزوج على زوجته:
أن لا تخرج من بيته أو تسافر مع أحد محارمها إلا بإذن زوجها، ومن المفيد المهم في هذا المقام أن نذكر أن الفقهاء قالوا إنَّ ملازمة المرأة وخاصة الزوجة لبيتها وعدم الخروج منه لغير ضرورة أحسن وأفضل لها، وهذا لمصلحة المرأة، لأنه ستر وصيانة لها ولأن أمر المرأة كما يقول العلماء مبنيّ على المبالغة في الستر وفي هذا مصلحة عظيمة الفائدة للمرأة، يقول النبي العظيم صلى الله عليه وسلم "أقرب ما تكون المرأة إلى وجه الله (أي إلى طاعة الله) إذا كانت في قعر بيتها".
ومن حقوق الزوج على زوجته:
أن تقدّم الزوجة حق زوجها على حق سائر أقاربها، لأن حقّه عليها عظيم عند الله تعالى. فالمرأة إن أمرها أهلها بشىء وأمرها زوجها بشىء مما ليس فيه معصية، تطيع زوجها ولا تطيع أهلها، وهذا هو معنى قوله عليه الصلاة والسلام "أحق الناس بالمرأة زوجها".
وقد روي عن السيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "قلت يا رسول الله من أعظمُ الناس حقًا على الرجل؟ قال: أمُّه، قلت من أعظم الناس حقًّا على المرأة؟ قال: زوجها".
ومن حق الزوج على زوجته:
أن لا تتأفف ولا تتسخط لضيق المعيشة أو ضعف الحال، ولا تكثر الشكوى فتؤذيه في كلامها وتكسر قلبه وخاطره، بل المطلوب منها شرعًا أن تظهر له الرضا والقناعة بالمقسوم من الرزق، وتُقدّر تعب زوجها في تحصيل الرزق ولا تطلب منه فوق الحاجة خشية أن يقع في كسب الحرام، والمرأة الصالحة العاقلة التي تبتغي رضا خالقها والجنة تبتعد بكليتها عن الحرام وترضى بالمقسوم من الرزق الحلال وتحذر زوجها من مسالك الحرام وطرقه، ورحم الله تعالى نساء السلف الصالح حيث كانت الزوجة الصالحة إذا خرج زوجها من منزله للكسب تقول له: إياك وكسب الحرام فإنا نصبر على الجوع والضُّرِ ولا نصبر على النار.
ومن حقوق الزوج على زوجته:
حسن معاشرة الزوج وحسن معاملته، وهذا أصل عظيم في السعادة الزوجية.
فمن حق الزوج على زوجته أن تُحسن عشرته بحسن الأدب والحديث والانبساط في أسباب اللذة والاستمتاع بأن تتطيب له وتتزين كما يحب منها ويرضى، فلا تتفاخر على زوجها بجمالها ولا تزدري زوجها لقبحه إن كان قبيحًا ولا تتباهى عليه بمالها وحسبها إن كانت ثرية ذات مال وحسب، بل الزوجة العاقلة التي تريد رضا خالقها تُطيع زوجها فيما يُرضي الله عز وجل ولا تؤذيه في أقوالها وأفعالها، ولا تفشي سره الذي ائتمنها عليه ولو لأقاربها، وتكون مشفقة على أولادها، راعية لهم بالتربية الإسلامية التي يحبها الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم حافظة للسانها عن كل ما يؤذي زوجها ويسخط خالقها، كأن تصرخ في وجهه وتقول له مثلا: "أنت ثقيل لا تفهم" ونحو ذلك مما يتأذى به الزوج وينكسر به قلبه وخاطره.أن لا تنكر الزوجة فضل الزوج وإحسانه.